صوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهذا أكملها .
صوم التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث .
وأما
ما ورد في بعض الأحاديث من استحباب الاختضاب والاغتسال والتوسعة على العيال في يوم
عاشوراء فكل ذلك لم يصح منه شيء، قال حرب: سألت أحمد عن الحديث الذي جاء في من وسع
على أهله يوم عاشوراء فلم يره شيئاً. وقال ابن تيمية : لم يرد في ذلك حديث صحيح عن
النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين…
قال
ابن رجب: وأما اتخاذه مأتما كما تفعل الرافضة لأجل قتل الحسين فهو من عمل من ضل
سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، وولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ
أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً فكيف بمن هو دونهم.
ونحن
ندخل شهر الله المحرم، ونستقبل يوماً من أيام الله التي اختلف فيها الخلق، ألا وهو
اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وقد حصل فيه حدثان مؤثران اختلف الناس بسببها في
أعمال هذا اليوم:
الحدث
الأول:نجاة موسى عليه السلام وقومه، وإهلاك فرعون وجنوده.
روى
البخاري، ومسلم في صحيحيهما واللفظ لمسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء فقال لهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟" فقالوا: هذا يوم
عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فنحن أحق وأولى بموسى منكم"، فصامه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
الحدث
الثاني:مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في
يوم الجمعة، سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق، وله من العمر ثمان وخمسون سنة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وكان هذا من
المصائب العظيمة على الأمة قال ابن تيمية رحمه الله : « وكان قتله - رضي الله عنه
- من المصائب العظيمة؛ فإن قتل الحسين , وقتل عثمان قبله : كانا من أعظم أسباب
الفتن في هذه الأمة وقتلتهما من شرار الخلق عند الله »
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم لصيام هذا اليوم شكراً لله على نجاة موسى
وإهلاك فرعون، ولا علاقة لصيامه بمقتل الحسين رضي الله عنه أبداً.
وهذا
اليوم روي فيه آثار كثيرة، لكن مزيته العملية محصورة في الصيام، وهذا هو المنهج
الوسط في ذلك