يعكف علماء في بلدة شفالباخ آم تاونوس الألمانية على تطوير نوع جديد من الحفاضات بمساعدة آلاف الأطفال الرضع من المناطق المجاورة.
الطفلة لوته (ستة أشهر) هي أحد الأطفال الرضع الذين يساعدون الباحثين على تطوير حفاضات المستقبل، فعلى مدار الشهرين الماضيين، كانت سابينه جرامبرج والدة لوته تحضر طفلتها إلى مركز الأبحاث مرة واحدة أسبوعيا.
همست الأم (42 عاما) في أذن طفلتها قائلة: «تبلين بلاء حسنا»، وذلك أثناء فحص بشرة لوته من خلال جهاز استشعار فضي اللون لقياس مدى جفافها بعد ارتداء الطفلة نموذجا أوليا من الحفاض الجديد في الليلة السابقة. وبعد فترة وجيزة، بدأت البيانات تظهر على الشاشة الموضوعة في نهاية المائدة بالمعمل.
ويقول فرانك فايسمان، رئيس فريق باحثي شركة «بامبرز» لحفاضات الأطفال: «نعمل حاليا على تطوير حفاضات المستقبل».
ويتمثل الهدف الرئيسي للباحثين في تطوير حفاض أكثر قدرة على الامتصاص، وهو ما أوضحه فايسمان بقوله: «من المهم أيضا ألا يتسرب شيء عندما يسقط الطفل على مؤخرته».
وثمة 350 شخصا يعملون حاليا في شفالباخ على تطوير منتجات جديدة لشركة «بروكتر آند جامبل» الأميركية. كما تعمل شركات أخرى، مثل «هيدرا»، مع الأطفال لتطوير منتجات جديدة.
ويقول فايسمان إنه يتم فحص مستويات الرطوبة على بشرة الطفل تحت الحفاض، للوصول إلى النتيجة المثالية التي تتمثل في جفاف البشرة تحت الحفاض مثل سائر أجزاء الجسم.
وظهرت بيانات الاختبار على شاشة العرض، لتشير إلى أن بشرة لوته أفرزت ثمانية جرامات من المياه لكل متر مربع من البشرة.
وقلبت جرامبرج طفلتها على وجهها وخلعت حفاض «بامبرز» كي يتسنى للباحثين قياس نسبة المياه على البشرة تحت الحفاض.
وكانت النتيجة إفراز ستة جرامات لكل متر مربع من البشرة، مما يعني أن البشرة تحت حفاض لوته أكثر جفافا من بشرة ساقيها.
غير أن العالم الذي يعمل على جهاز الاختبار أوضح هذا الأمر بقوله: «يرجع ذلك فقط إلى أنها كانت مضطربة قليلا أثناء إجراء القياس الأول».
ويشير فايسمان إلى أنه لم يجد أي صعوبة في العثور على متطوعين للمشاركة في هذا المشروع البحثي، حتى ان بعض الآباء أجروا اتصالات هاتفية بالعلماء العاملين بمركز الأبحاث وطلبوا منهم المشاركة في المشروع.
ويقول فايسمان: «معظم الأمهات من المنطقة المحيطة يشاركن في البحث... فالآباء يحصلون على إمدادات مجانية من الحفاضات طوال مدة البحث، كما يتلقون مبلغا ماليا صغيرا لتعويضهم عما يبذلون من جهد وتغطية تكاليفهم».
ويتعين تجريب الحفاض الجديد على ثلاثة آلاف طفل على الأقل قبل اعتباره جاهزا للطرح في الأسواق، حيث يتطلب الأمر بصورة عامة ما يتراوح بين عامين وعشرة أعوام من البحث لإنتاج جيل جديد من حفاضات «بامبرز».
ويؤكد علماء «بامبرز» على أنه ليس هناك أي مخاطر على الأطفال الرضع الذين شاركوا في اختبارات النماذج الأولية للحفاض، وهو ما يؤكده كونراد جيرسدورف من مؤسسة «ستيفتونج فارنتيست» الألمانية لحماية المستهلك المعنية باختبار المنتجات الجديدة.
ولا تنتاب جرامبرج، التي علمت بشأن التجارب البحثية من أصدقائها، أي مخاوف بالتأكيد، بل إنها سعيدة بمشاركة ابنتها لوته وابنها ميكا في هذه التجارب، التي تتلقى فيها 20 يورو (26 دولارا) في كل مرة.
وتقول الأم: «لا أبذل مجهودا كبيرا، ويمكنني الوصول إلى المعمل بالسيارة في غضون 12 دقيقة فقط».
وأضافت جرامبرج: «إنها تسلية رائعة للأطفال».