ليلة القدر هي إحدى ليالي رمضان المباركة التي تفتتح فيها أبواب السموات، ويستغل المسلمين الفرصة في العشر الأواخر للدعاء وقيام الليل وتلاوة القرآن للتكفير عن الذنوب وكسب الحسنات، ولهذه الليلة فضائل عديدة يتبرك فيها الصائم ويقابل ربه بالصلاة والاستغفار وذكر الله وسميت ليلة القدر لأنها ليلة ذات قدر وشرف ومكانة عظيمة و يقدر الله فيها ما يكون في السنة، حيث تم فيها إنزال القرآن فهي خير من ألف شهر، فالعبادة فيها تعدل عبادة ألف شهر وهو ما يعادل 83 سنة وأربعة أشهر و من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه حيث ينزل جبريل الملائكة بالخير والبركة والرحمة ولكثرة حسناتها يعتق فيها المؤمن من النار ويسلم من عذابها.
سميت ليلة القدر بذلك لشرفها وعظم قدرها عند الله، و لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، لقوله تعالى: "فيها يفرق كل أمر حكيم"، كما ينزل فيها ملائكة ذوات قدر، وقيل لأنها نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، وأمة ذات قدر.
ليلة القدر في الجزائر ليست ككل ليالي رمضان الكريم، حيث تمتلئ المساجد ويختتم فيها القرآن وتكثر فيها التسابيح حتى طلوع الفجر ويكرم فيها حفظة القران، من جهة أخرى تقوم العائلات الجزائرية بهذه المناسبة الدينية السعيدة باختتان أطفالها في هذه الليلة المباركة التي أصبحت من التقاليد الراسخة في الذاكرة الشعبية الجزائرية، حيث تخص الطفل أيضا و أجواء الفرحة و التهليل بها التي تعم على عائلته وأقاربه ، كما تقام الحفلات الدينية بهذه المناسبة سواء في المنازل للاحتفال بالاختتنان أو في المساجد بالمدائح الدينية والصلاة على النبي المصطفى.
في المقابل تقوم الجمعيات والمنظمات التضامنية بإقامة عمليات اختتان جماعي عبر كامل التراب الوطني، للتسوية بين الفقراء والمحتاجين والعائلات المعوزة حيث تقدم لهم الهدايا والألبسة وتحضر كل أنواع الحلويات والمأكولات.